Postingan
مُقدِّمة
المُقَدِّمَةُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ، وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ خَاتَمِ النَّبِيِّينَ ، وَعَلَى جَمِيعِ الْأَنْبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِينَ " أَمَّا بَعْدُ ، فَإِنَّكَ يَرْحَمُكَ اللَّهُ بِتَوْفِيقِ خَالِقِكَ ، ذَكَرْتَ أَنَّكَ هَمَمْتَ بِالْفَحْصِ عَنْ تَعَرُّفِ جُمْلَةِ الْأَخْبَارِ الْمَأْثُورَةِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سُنَنِ الدِّينِ وَأَحْكَامِهِ ، وَمَا كَانَ مِنْهَا فِي الثَّوَابِ وَالْعِقَابِ ، وَالتَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيبِ ، وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنْ صُنُوفِ الْأَشْيَاءِ بِالْأَسَانِيدِ الَّتِي بِهَا نُقِلَتْ ، وَتَدَاوَلَهَا أَهْلُ الْعِلْمِ فِيمَا بَيْنَهُمْ ، فَأَرَدْتَ ، أَرْشَدَكَ اللَّهُ أَنْ تُوَقَّفَ عَلَى جُمْلَتِهَا مُؤَلَّفَةً مُحْصَاةً ، وَسَأَلْتَنِي أَنْ أُلَخِّصَهَا لَكَ فِي التَّأْلِيفِ بِلَا تَكْرَارٍ يَكْثُرُ ، فَإِنَّ ذَلِكَ زَعَمْتَ مِمَّا يَشْغَلُكَ عَمَّا لَهُ قَصَدْتَ مِنَ التَّفَهُّمِ فِيهَا ، وَالِاسْتِنْبَاطِ مِنْهَا ، وَلِلَّذِي سَأَلْتَ أَكْرَمَكَ اللَّهُ حِينَ رَجَعْتُ إِلَى تَدَبُّرِهِ ، وَمَا تَئُولُ بِهِ الْحَالُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ عَاقِبَةٌ مَحْمُودَةٌ وَمَنْفَعَةٌ مَوْجُودَةٌ ، وَظَنَنْتُ حِينَ سَأَلْتَنِي تَجَشُّمَ ذَلِكَ أَنْ لَوْ عُزِمَ لِي عَلَيْهِ ، وَقُضِيَ لِي تَمَامُهُ ، كَانَ أَوَّلُ مِنْ يُصِيبُهُ نَفْعُ ذَلِكَ إِيَّايَ خَاصَّةً قَبْلَ غَيْرِي مِنَ النَّاسِ لِأَسْبَابٍ كَثِيرَةٍ يَطُولُ بِذِكْرِهَا الْوَصْفُ ، إِلَّا أَنَّ جُمْلَةَ ذَلِكَ أَنَّ ضَبْطَ الْقَلِيلِ مِنْ هَذَا الشَّأْنِ ، وَإِتْقَانَهُ ، أَيْسَرُ عَلَى الْمَرْءِ مِنْ مُعَالَجَةِ الْكَثِيرِ مِنْهُ ، وَلَا سِيَّمَا عِنْدَ مَنْ لَا تَمْيِيزَ عِنْدَهُ مَنِ الْعَوَامِّ ، إِلَّا بِأَنْ يُوَقِّفَهُ عَلَى التَّمْيِيزِ غَيْرُهُ ، فَإِذَا كَانَ الْأَمْرُ فِي هَذَا كَمَا وَصَفْنَا ، فَالْقَصْدُ مِنْهُ إِلَى الصَّحِيحِ الْقَلِيلِ أَوْلَى بِهِمْ مِنَ ازْدِيَادِ السَّقِيمِ ، وَإِنَّمَا يُرْجَى بَعْضُ الْمَنْفَعَةِ فِي الِاسْتِكْثَارِ مِنْ هَذَا الشَّأْنِ ، وَجَمْعِ الْمُكَرَّرَاتِ مِنْهُ لِخَاصَّةٍ مِنَ النَّاسِ مِمَّنْ رُزِقَ فِيهِ بَعْضُ التَّيَقُّظِ ، وَالْمَعْرِفَةِ بِأَسْبَابِهِ وَعِلَلِهِ ، فَذَلِكَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ يَهْجُمُ بِمَا أُوتِيَ مِنْ ذَلِكَ عَلَى الْفَائِدَةِ فِي الِاسْتِكْثَارِ مِنْ جَمْعِهِ ، فَأَمَّا عَوَامُّ النَّاسِ الَّذِينَ هُمْ بِخِلَافِ مَعَانِي الْخَاصِّ مِنْ أَهْلِ التَّيَقُّظِ وَالْمَعْرِفَةِ ، فَلَا مَعْنَى لَهُمْ فِي طَلَبِ الْكَثِيرِ ، وَقَدْ عَجَزُوا عَنْ مَعْرِفَةِ الْقَلِيلِ " " ثُمَّ إِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ مُبْتَدِئُونَ فِي تَخْرِيجِ مَا سَأَلْتَ وَتَأْلِيفِهِ ، عَلَى شَرِيطَةٍ سَوْفَ أَذْكُرُهَا لَكَ ، وَهُوَ إِنَّا نَعْمِدُ إِلَى جُمْلَةِ مَا أُسْنِدَ مِنَ الْأَخْبَارِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَنَقْسِمُهَا عَلَى ثَلَاثَةِ أَقْسَامٍ ، وَثَلَاثِ طَبَقَاتٍ مِنَ النَّاسِ عَلَى غَيْرِ تَكْرَارٍ ، إِلَّا أَنْ يَأْتِيَ مَوْضِعٌ لَا يُسْتَغْنَى فِيهِ عَنْ تَرْدَادِ حَدِيثٍ فِيهِ زِيَادَةُ مَعْنًى ، أَوْ إِسْنَادٌ يَقَعُ إِلَى جَنْبِ إِسْنَادٍ ، لِعِلَّةٍ تَكُونُ هُنَاكَ ، لِأَنَّ الْمَعْنَى الزَّائِدَ فِي الْحَدِيثِ الْمُحْتَاجَ إِلَيْهِ يَقُومُ مَقَامَ حَدِيثٍ تَامٍّ ، فَلَا بُدَّ مِنْ إِعَادَةِ الْحَدِيثِ الَّذِي فِيهِ مَا وَصَفْنَا مِنَ الزِّيَادَةِ ، أَوْ أَنْ يُفَصَّلَ ذَلِكَ الْمَعْنَى مِنْ جُمْلَةِ الْحَدِيثِ عَلَى اخْتِصَارِهِ إِذَا أَمْكَنَ ، وَلَكِنْ تَفْصِيلُهُ رُبَّمَا عَسُرَ مِنْ جُمْلَتِهِ ، فَإِعَادَتُهُ بِهَيْئَتِهِ إِذَا ضَاقَ ذَلِكَ أَسْلَمُ ، فَأَمَّا مَا وَجَدْنَا بُدًّا مِنْ إِعَادَتِهِ بِجُمْلَتِهِ مِنْ غَيْرِ حَاجَةٍ مِنَّا إِلَيْهِ ، فَلَا نَتَوَلَّى فِعْلَهُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى " " فَأَمَّا الْقِسْمُ الْأَوَّلُ ، فَإِنَّا نَتَوَخَّى أَنْ نُقَدِّمَ الْأَخْبَارَ الَّتِي هِيَ أَسْلَمُ مِنَ الْعُيُوبِ مِنْ غَيْرِهَا ، وَأَنْقَى مِنْ أَنْ يَكُونَ نَاقِلُوهَا أَهْلَ اسْتِقَامَةٍ فِي الْحَدِيثِ ، وَإِتْقَانٍ لِمَا نَقَلُوا ، لَمْ يُوجَدْ فِي رِوَايَتِهِمْ اخْتِلَافٌ شَدِيدٌ ، وَلَا تَخْلِيطٌ فَاحِشٌ ، كَمَا قَدْ عُثِرَ فِيهِ عَلَى كَثِيرٍ مِنَ الْمُحَدِّثِينَ ، وَبَانَ ذَلِكَ فِي حَدِيثِهِمْ ، فَإِذَا نَحْنُ تَقَصَّيْنَا أَخْبَارَ هَذَا الصِّنْفِ مِنَ النَّاسِ ، أَتْبَعْنَاهَا أَخْبَارًا يَقَعُ فِي أَسَانِيدِهَا بَعْضُ مَنْ لَيْسَ بِالْمَوْصُوفِ بِالْحِفْظِ وَالْإِتْقَانِ ، كَالصِّنْفِ الْمُقَدَّمِ قَبْلَهُمْ ، عَلَى أَنَّهُمْ وَإِنْ كَانُوا فِيمَا وَصَفْنَا دُونَهُمْ ، فَإِنَّ اسْمَ السَّتْرِ ، وَالصِّدْقِ ، وَتَعَاطِي الْعِلْمِ يَشْمَلُهُمْ كَعَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ ، وَيَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ ، وَلَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ ، وَأَضْرَابِهِمْ مِنْ حُمَّالِ الْآثَارِ ، وَنُقَّالِ الْأَخْبَارِ ، فَهُمْ وَإِنْ كَانُوا بِمَا وَصَفْنَا مِنَ الْعِلْمِ ، وَالسَّتْرِ عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ مَعْرُوفِينَ ، فَغَيْرُهُمْ مِنْ أَقْرَانِهِمْ مِمَّنْ عِنْدَهُمْ مَا ذَكَرْنَا مِنَ الْإِتْقَانِ ، وَالِاسْتِقَامَةِ فِي الرِّوَايَةِ يَفْضُلُونَهُمْ فِي الْحَالِ وَالْمَرْتَبَةِ ، لِأَنَّ هَذَا عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ دَرَجَةٌ رَفِيعَةٌ ، وَخَصْلَةٌ سَنِيَّةٌ ، أَلَا تَرَى أَنَّكَ إِذَا وَازَنْتَ هَؤُلَاءِ الثَّلَاثَةَ الَّذِينَ سَمَّيْنَاهُمْ عَطَاءً ، وَيَزِيدَ ، وَلَيْثًا ، بِمَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ ، وَسُلَيْمَانَ الْأَعْمَشِ ، وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ فِي إِتْقَانِ الْحَدِيثِ وَالِاسْتِقَامَةِ فِيهِ ، وَجَدْتَهُمْ مُبَايِنِينَ لَهُمْ ، لَا يُدَانُونَهُمْ لَا شَكَّ عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ بِالْحَدِيثِ فِي ذَلِكَ ، لِلَّذِي اسْتَفَاضَ عِنْدَهُمْ مِنْ صِحَّةِ حِفْظِ مَنْصُورٍ ، وَالْأَعْمَشِ ، وَإِسْمَاعِيلَ ، وَإِتْقَانِهِمْ لِحَدِيثِهِمْ ، وَأَنَّهُمْ لَمْ يَعْرِفُوا مِثْلَ ذَلِكَ مِنْ عَطَاءٍ ، وَيَزِيدَ ، وَلَيْثٍ ، وَفِي مِثْلِ مَجْرَى هَؤُلَاءِ إِذَا وَازَنْتَ بَيْنَ الْأَقْرَانِ كَابْنِ عَوْنٍ ، وَأَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ ، مَعَ عَوْفِ بْنِ أَبِي جَمِيلَةَ ، وَأَشْعَثَ الْحُمْرَانِيِّ ، وَهُمَا صَاحِبَا الْحَسَنِ ، وَابْنِ سِيرِينَ ، كَمَا أَنَّ ابْنَ عَوْنٍ ، وَأَيُّوبَ صَاحِبَاهُمَا ، إِلَّا أَنَّ الْبَوْنَ بَيْنَهُمَا ، وَبَيْنَ هَذَيْنِ بَعِيدٌ فِي كَمَالِ الْفَضْلِ ، وَصِحَّةِ النَّقْلِ ، وَإِنْ كَانَ عَوْفٌ ، وَأَشْعَثُ غَيْرَ مَدْفُوعَيْنِ عَنْ صِدْقٍ وَأَمَانَةٍ عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ ، وَلَكِنَّ الْحَالَ مَا وَصَفْنَا مِنَ الْمَنْزِلَةِ عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ ، وَإِنَّمَا مَثَّلْنَا هَؤُلَاءِ فِي التَّسْمِيَةِ لِيَكُونَ تَمْثِيلُهُمْ سِمَةً يَصْدُرُ عَنْ فَهْمِهَا مَنْ غَبِيَ عَلَيْهِ طَرِيقُ أَهْلِ الْعِلْمِ فِي تَرْتِيبِ أَهْلِهِ فِيهِ ، فَلَا يَقْصُرُ بِالرَّجُلِ الْعَالِي الْقَدْرِ عَنْ دَرَجَتِهِ ، وَلَا يُرْفَعُ مُتَّضِعُ الْقَدْرِ فِي الْعِلْمِ فَوْقَ مَنْزِلَتِهِ ، وَيُعْطَى كُلُّ ذِي حَقٍّ فِيهِ حَقَّهُ ، وَيُنَزَّلُ مَنْزِلَتَهُ ، وَقَدْ ذُكِرَ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهَا ، أَنَّهَا قَالَتْ : أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ نُنَزِّلَ النَّاسَ مَنَازِلَهُمْ مَعَ مَا نَطَقَ بِهِ الْقُرْآنُ ، مِنْ قَوْلِ اللَّهُ تَعَالَى : { وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ } ، فَعَلَى نَحْوِ مَا ذَكَرْنَا مِنَ الْوُجُوهِ ، نُؤَلِّفُ مَا سَأَلْتَ مِنَ الْأَخْبَارِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَأَمَّا مَا كَانَ مِنْهَا عَنْ قَوْمٍ هُمْ عِنْدَ أَهْلِ الْحَدِيثِ مُتَّهَمُونَ ، أَوْ عِنْدَ الْأَكْثَرِ مِنْهُمْ ، فَلَسْنَا نَتَشَاغَلُ بِتَخْرِيجِ حَدِيثِهِمْ ، كَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مِسْوَرٍ أَبِي جَعْفَرٍ الْمَدَائِنِيِّ ، وَعَمْرِو بْنِ خَالِدٍ ، وَعَبْدِ الْقُدُّوسِ الشَّامِيِّ ، وَمُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ الْمَصْلُوبِ ، وَغِيَاثِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، وَسُلَيْمَانَ بْنِ عَمْرٍو أَبِي دَاوُدَ النَّخَعِيِّ ، وَأَشْبَاهِهِمْ مِمَّنِ اتُّهِمَ بِوَضْعِ الْأَحَادِيثِ ، وَتَوْلِيدِ الْأَخْبَارِ " وَكَذَلِكَ ، مَنِ الْغَالِبُ عَلَى حَدِيثِهِ الْمُنْكَرُ ، أَوِ الْغَلَطُ أَمْسَكْنَا أَيْضًا عَنْ حَدِيثِهِمْ ، وَعَلَامَةُ الْمُنْكَرِ فِي حَدِيثِ الْمُحَدِّثِ ، إِذَا مَا عُرِضَتْ رِوَايَتُهُ لِلْحَدِيثِ عَلَى رِوَايَةِ غَيْرِهِ مَنْ أَهْلِ الْحِفْظِ وَالرِّضَا ، خَالَفَتْ رِوَايَتُهُ رِوَايَتَهُمْ ، أَوْ لَمْ تَكَدْ تُوَافِقُهَا ، فَإِذَا كَانَ الْأَغْلَبُ مِنْ حَدِيثِهِ كَذَلِكَ كَانَ مَهْجُورَ الْحَدِيثِ ، غَيْرَ مَقْبُولِهِ ، وَلَا مُسْتَعْمَلِهِ ، فَمِنْ هَذَا الضَّرْبِ مِنَ الْمُحَدِّثِينَ : عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَرَّرٍ ، وَيَحْيَى بْنُ أَبِي أُنَيْسَةَ ، وَالْجَرَّاحُ بْنُ الْمِنْهَالِ أَبُو الْعَطُوفِ ، وَعَبَّادُ بْنُ كَثِيرٍ ، وَحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ضُمَيْرَةَ ، وَعُمَرُ بْنُ صُهْبَانَ ، وَمَنْ نَحَا نَحْوَهُمْ فِي رِوَايَةِ الْمُنْكَرِ مِنَ الْحَدِيثِ ، فَلَسْنَا نُعَرِّجُ عَلَى حَدِيثِهِمْ ، وَلَا نَتَشَاغَلُ بِهِ ، لِأَنَّ حُكْمَ أَهْلِ الْعِلْمِ ، وَالَّذِي نَعْرِفُ مِنْ مَذْهَبِهِمْ فِي قَبُولِ مَا يَتَفَرَّدُ بِهِ الْمُحَدِّثُ مِنَ الْحَدِيثِ أَنْ يَكُونَ قَدْ شَارَكَ الثِّقَاتِ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ وَالْحِفْظِ فِي بَعْضِ مَا رَوَوْا ، وَأَمْعَنَ فِي ذَلِكَ عَلَى الْمُوَافَقَةِ لَهُمْ ، فَإِذَا وُجِدَ كَذَلِكَ ، ثُمَّ زَادَ بَعْدَ ذَلِكَ شَيْئًا لَيْسَ عِنْدَ أَصْحَابِهِ قُبِلَتْ زِيَادَتُهُ ، فَأَمَّا مَنْ تَرَاهُ يَعْمِدُ لِمِثْلِ الزُّهْرِيِّ فِي جَلَالَتِهِ ، وَكَثْرَةِ أَصْحَابِهِ الْحُفَّاظِ الْمُتْقِنِينَ لِحَدِيثِهِ وَحَدِيثِ غَيْرِهِ ، أَوْ لِمِثْلِ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ ، وَحَدِيثُهُمَا عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ مَبْسُوطٌ مُشْتَرَكٌ ، قَدْ نَقَلَ أَصْحَابُهُمَا عَنْهُمَا حَدِيثَهُمَا عَلَى الِاتِّفَاقِ مِنْهُمْ فِي أَكْثَرِهِ ، فَيَرْوِي عَنْهُمَا ، أَوْ عَنْ أَحَدِهِمَا الْعَدَدَ مِنَ الْحَدِيثِ مِمَّا لَا يَعْرِفُهُ أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِهِمَا ، وَلَيْسَ مِمَّنْ قَدْ شَارَكَهُمْ فِي الصَّحِيحِ مِمَّا عِنْدَهُمْ ، فَغَيْرُ جَائِزٍ قَبُولُ حَدِيثِ هَذَا الضَّرْبِ مِنَ النَّاسِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ " " قَدْ شَرَحْنَا مِنْ مَذْهَبِ الْحَدِيثِ وَأَهْلِهِ بَعْضَ مَا يَتَوَجَّهُ بِهِ مَنْ أَرَادَ سَبِيلَ الْقَوْمِ ، وَوُفِّقَ لَهَا ، وَسَنَزِيدُ ، إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى شَرْحًا وَإِيضَاحًا فِي مَوَاضِعَ مِنَ الْكِتَابِ عِنْدَ ذِكْرِ الْأَخْبَارِ الْمُعَلَّلَةِ ، إِذَا أَتَيْنَا عَلَيْهَا فِي الْأَمَاكِنِ الَّتِي يَلِيقُ بِهَا الشَّرْحُ وَالْإِيضَاحُ ، إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى ، وَبَعْدُ ، يَرْحَمُكَ اللَّهُ ، فَلَوْلَا الَّذِي رَأَيْنَا مِنْ سُوءِ صَنِيعِ كَثِيرٍ مِمَّنْ نَصَبَ نَفْسَهُ مُحَدِّثًا ، فِيمَا يَلْزَمُهُمْ مِنْ طَرْحِ الْأَحَادِيثِ الضَّعِيفَةِ ، وَالرِّوَايَاتِ الْمُنْكَرَةِ ، وَتَرْكِهِمُ الِاقْتِصَارَ عَلَى الْأَحَادِيثِ الصَّحِيحَةِ الْمَشْهُورَةِ مِمَّا نَقَلَهُ الثِّقَاتُ الْمَعْرُوفُونَ بِالصِّدْقِ وَالْأَمَانَةِ ، بَعْدَ مَعْرِفَتِهِمْ وَإِقْرَارِهِمْ بِأَلْسِنَتِهِمْ أَنَّ كَثِيرًا مِمَّا يَقْذِفُونَ بِهِ إِلَى الْأَغْبِيَاءِ مِنَ النَّاسِ هُوَ مُسْتَنْكَرٌ ، وَمَنْقُولٌ عَنْ قَوْمٍ غَيْرِ مَرْضِيِّينَ مِمَّنْ ذَمَّ الرِّوَايَةِ عَنْهُمْ أَئِمَّةُ أَهْلِ الْحَدِيثِ مِثْلُ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ ، وَشُعْبَةَ بْنِ الْحَجَّاجِ ، وَسُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ ، وَيَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْقَطَّانِ ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ ، وَغَيْرِهِمْ مِنَ الْأَئِمَّةِ ، لِمَا سَهُلَ عَلَيْنَا الِانْتِصَابُ لِمَا سَأَلْتَ مِنَ التَّمْيِيزِ ، وَالتَّحْصِيلِ ، وَلَكِنْ مِنْ أَجْلِ مَا أَعْلَمْنَاكَ مِنْ نَشْرِ الْقَوْمِ الْأَخْبَارِ الْمُنْكَرَةِ بِالْأَسَانِيدِ الضِّعَافِ الْمَجْهُولَةِ ، وَقَذْفِهِمْ بِهَا إِلَى الْعَوَامِّ الَّذِينَ لَا يَعْرِفُونَ عُيُوبَهَا ، خَفَّ عَلَى قُلُوبِنَا إِجَابَتُكَ إِلَى مَا سَأَلْتَ "
Mukaddimah
oleh Imam Muslim
Segala puji bagi Allah, Rabb Penguasa alam semesta. Kesudahan yang baik hanya bagi orang-orang yang bertakwa. Semoga Allah senantiasa melimpahkan shalawat kepada Muhammadﷺ, penutup para Nabi dan juga kepada seluruh Nabi dan Rasul.
Amma Ba'du.
Semoga Allah Ta'ala merahmatimu dengan senantiasa memberikan taufik-Nya kepadamu. Sesungguhnya engkau telah menyebutkan bahwa engkau telah memiliki himmah (cita-cita) untuk mengkaji dengan teliti masalah-masalah yang berkenaan dengan khabar-khabar yang dinukil dari Rasulullah Shallallahu 'Alaihi wa Sallam, mengenai sunnah-sunnah agama dan hukum-hukumnya. Di dalamnya terdapat berita tentang pahala dan hukuman, motivasi dan intimidasi, dan lain-lain yang dinukil dengan sanad-sanad yang selalu dikaji oleh para pecintailmu. Engkau memintaku untuk menyusun sebuah karya tulis yang tersusun rapi dan memintaku agar menjelaskannya dalam susunan (kitab) tanpa ada pengulangan yang berlebihan. Berdasarkan hal tersebut, engkau berkeyakinan bahwa apa-apa yang engkau lakukan, bisa mencapai maksud berupa pemahaman dan pengambilan istinbath (mengeluarkan intisari melalui ijtihad untuk menetapkan hukum). Mengenai permintaanmu –semoga Allah memuliakanmu– maka saya mengulang-ulanginya dan menelaah isinya dan sesuai dengan kondisi yang ada insya Allah, maka didalamnya terdapat hasil dan manfaat yang baik sebagaimana yang engkau harapkan. Pada saat engkau memintaku untuk melakukan sesuatu yang saya rasa berat, jika memang saya diberi 'azam (keinginan yang kuat) untuk menyempurnakannya, maka saya mengira bahwa sayalah -secara khusus- yang pertama kali mendapatkan manfaatnya sebelum orang lain karena beberapa sebab. Pembahasan hal tersebut sangat panjang untuk dikemukakan dalam buku ini. Penyebab yang terpenting adalah dengan mengerjakan sesuatu yang sedikit dan mendalam, maka akan lebih memudahkan bagi seseorang untuk menangani sesuatu yang lebih banyak. Karena dengan sebuah karya yang kecil, tetapi dikerjakan dengan sempurna, maka akan mempermudahkan bagi seseorang untuk mengerjakan sesuatu yang lebih besar. Terutama bagi mereka –orang-orang awam– yang tidak bisa membedakan materi hadits. Namun, mudah-mudahan tetap ada orang-orang yang bisa meluruskannya sehingga ketika kondisi yang ada sesuai dengan apa yang kami gambarkan, maka tujuan yang mesti digapai terlebih dahulu adalah sesuatu yang shahih meskipun sedikit lebih utama daripada sesuatu yang banyak, tetapi tidak sempurna. Namun, walau bagaimanapun karya ini diharapkan bisa mendatangkan manfaat dengan cara menelaahnya, terutama bagi orang-orang yang ingin mengetahui dan mendalaminya. Pengetahuan semacam ini tidak terlalu penting bagi orang awam dibandingkan orang-orang yang berpengetahuan. Sebab bagi orang-orang awam tersebut melakukan atau memahami yang sedikit saja tidak mampu apalagi lebih dari itu. Selanjutnya kami akan memulai masalah takhrij dan penyusunannya sebagaimana yang engkau harapkan sesuai dengan syarat yang akan kami sebutkan sebagai berikut bahwa dalam penyusunan ini, kami menjelaskan tiga bagian dan tiga tingkatan perawi. Kami juga tidak akan mengulanginya lagi apabila telah disebutkan sebelumnya, kecuali jika diperlukan. Sebab hal tersebut akan memberikan pengertian tambahan dalam sebuah hadits sehingga menempati kedudukan yang sempurna. Oleh karena itu, pengulangan hadits disini menjadi suatu keharusan atau jika memungkinkan, maka kami akan berusaha menjelaskannya secara ringkas, hanya saja penjelasan yang rinci bisa jadi akan menyulitkan, sehingga pengulangannya sesuai dengan aslinya akan lebih selamat. Adapun pengulangan yang tidak kami perlukan, maka hal tersebut tidak perlu kami lakukan. Bagian pertama: Kami sengaja mengedepankan riwayat-riwayat yang bersih dari cacat, yaitu para perawi yang memiliki sifat istiqamah dalam hadits, teliti dalam penukilan, tidak terdapat perselisihan yang mendasar dalam periwayatannya, tidak terdapat pula kesalahan fatal, sebagaimana hal tersebut diketahui dari para ahli hadits dan menerangkannya dalam hadits mereka. Apabila kita menyelidiki secara cermat beberapa riwayat yang dinukil (oleh para ulama kelompok kedua), maka akan dijumpai beberapa perawi yang kekuatan hafalannya tidak seperti ulama hadits dalam kategori pertama. Akan tetapi, meskipun mereka dibawah derajat yang pertama, tetapi mereka tetap memiliki sifat mastur dan jujur serta selalu memperhatikan ilmu. Di antaranya adalah 'Atha bin As-Sa'ib, Yazid bin Abi Ziad, Laits bin Abi Sulaim, dan orang-orang selain mereka. Meskipun mereka yang telah kami sebut diatas –tidak seperti perawi tingkatan pertama, tetapi selain mereka terdapat perawi yang menurut mereka memiliki ketelitian dan keistiqamahan dalam periwayatan sebab semua itu menurut ahli ilmu merupakan derajat yang tinggi dan sifat yang mulia. Tidakkah engkau perhatikan, apabila engkau bandingkan ketiga orang yang telah kami sebutkan, yaitu Atha, Yazid, dan Laits dengan Manshur bin Al-Mu'tamir, Sulaiman Al-A'masy, dan Isma'il bin Abi Khalid dalam masalah ketelitian dan keistiqamahan, maka akan engkau dapatkan perbedaan yang mencolok di antara mereka. Hal itu tidak diragukan lagi dikalangan para ahli hadits, artinya ketiga nama terakhir yang kami sebutkan lebih tinggi tingkatannya. Dan yang semisal dengan mereka, maka apabila engkau bandingkan orang perorang di antara perawi, seperti Ibnu Auf dan Ayyub As-Sakhtiyani dengan Auf bin Abi Jamilah dan Asy'ats Al-Humrani yang keduanya merupakan sahabat dari Al-Hasan dan Ibnu Sirin, sebagaimana halnya Ibnu Auf dan Ayyub juga merupakan sahabat mereka berdua, maka sesungguhnya mereka memiliki perbedaan yang jauh dalam hal keutamaan dan keshahihan penukilan, meskipun Auf dan Asy'ats tidak tidak memiliki penopang kejujuran dan amanah menurut ahli ilmu, tetapi sebagaimana kondisi yang telah kami sebutkan, bahwa mereka memiliki kedudukan yang utama di kalangan ahli ilmu. Tujuan kami menyebutkan nama mereka adalah hanya sekadar permisalan agar menjadi pertanda sekaligus sebagai rujukan bagi orang-orang yang tidak begitu memahami permasalahan ini. Dengan demikian, mereka bisa mengetahui bahwa para perawi ditempatkan atau diposisikan sebagaimana mestinya atau sesuai dengan tingkatannya. Telah disebutkan dari Aisyah Radhiyallahu Anha, bahwa ia berkata, "Rasulullah Shallallahu 'Alaihi wa Sallam memerintahkan kami untuk menempatkan manusia pada tempatnya." Selain itu, firman Allah Ta'ala "...dan di atas setiap orang yang berpengetahuan ada yang lebih mengetahui." (QS. Yusuf: 76)
Berdasarkan kriteria yang telah kami sebutkan diatas, kami berusaha menyusun sebuah karya tulis tentang khabar-khabar dari Rasulullah Shallallahu 'Alaihi wa Sallam sebagaimana yang diinginkan. Adapun orang-orang yang menurut ahli hadits atau mayoritas dari mereka termasuk orang-orang yang tertuduh, maka kami tidak akan menyibukkan diri dengan mentakhrij hadits mereka. Seperti halnya hadits dari Abdullah bin Miswar Abu Ja'far Al-Mada'ini, Amr bin Khalid, Abdul Quddus Asy-Syami, Muhammad bin Sa'id Al-Mashlub, Ghiyats bin Ibrahim, Sulaiman bin Amr Abu Dawud An-Nakha'i, dan orang-orang semisal mereka yang tertuduh memalsukan hadits dan mengada-adakan khabar. Demikian juga, orang-orang yang gemar mengeluarkan hadits munkar atau salah, maka kami tidak merepotkan diri untuk men-takhrij riwayat-riwayat mereka. Di antara tanda kemungkaran hadits seorang perawi adalah dapat diketahui jika bertentangan dengan riwayat lain yang lebih kuat atau diterima atau paling tidak jika tidak sejalan dengan para perawi yang lebih tsiqah. Sehingga apabila kondisinya demikian, maka haditsnya tersebut ditinggalkan, tidak diterima, dan tidak pula digunakan. Contoh para perawi yang mungkar adalah, seperti Abdullah bin Muharrir, Yahya bin Abu Unaisah, Al-Jarrah bin Al-Minhal Abu Al- 'Athuf, Abbad bin Katsir, Husain bin Abdillah bin Dhumairah, Umar bin Shuhban, dan masih banyak yang lainnya. Riwayat-riwayat yang mereka keluarkan tidak terlalu kami perhatikan atau tidak mentakhrijnya. Hal ini dikarenakan ketetapan para ulama hadits adalah sebuah hadits diperhitungkan jika para perawinya tsiqah dan seorang yang hafizh. Jika mereka mempunyai syarat-syarat sebagai seorang yang tsiqah lalu terdapat penambahan dari mereka, maka penambahan tersebut dapat diterima. Adapun perawi semacam Az-Zuhri yang terkenal dengan kemuliaannya dan banyaknya sahabat-sahabatnya yang hafizh dan teliti dalam hal hadits, begitu juga Hisyam bin Urwah, maka keduanya menurut ahli hadits dapat diterima. Namun, ada perawi yang tidak tsiqah meriwayatkan hadits dari keduanya atau salah satu dari mereka, maka hadits semacam ini tidak dapat diterima. Kami telah berusaha menjelaskan beberapa hal yang diperlukan oleh para pecinta ilmu agar bisa menempuh jalan sebagaimana yang ditempuh oleh para ahli hadits. Dan kami akan menambahkan penjelasan dan keterangan dalam beberapa bagian dalam kitab ini pada saat menyebutkan adanya kecacatan dalam sebuah hadits. Akhirnya, semoga Allah melimpahkan rahmat-Nya kepadamu, kalaulah bukan kenyataan yang kami lihat berupa sikap buruk dari orang-orang yang mengangkat dirinya sebagai muhaddits, –yaitu yang suka mengeluarkan hadits-hadits dha'if dan riwayat-riwayat munkar, serta sikap mereka yang tidak mengindahkan pengetahuan tentang khabar-khabar shahih yang masyhur, yang dinukil dari orang-orang tsiqah, yang dikenal dengan kejujuran dan amanahnya, seperti Malik bin Anas, Syu'bah bin Al-Hajjaj, Sufyan bin Uyainah, Yahya bin Sa'id Al-Qaththan, Abdurrahman bin Mahdi, dan selain mereka dari kalangan imam ahli hadits –niscaya akan mudah bagi kami menyelesaikan apa yang diinginkan. Akan tetapi, dengan tujuan memberitahukan kepadamu tentang perbuatan suatu kaum yang menyebarkan khabar-khabar munkar, dengan sanad-sanad yang dhaif dan majhul, serta tuduhan fitnah mereka kepada orang-orang awam yang tidak mengetahui aib-aibnya, maka terbetik dalam lubuk hati kami untuk merealisasikan apa-apa yang engkau harapkan.
makhluq biasa yang mengharap cinta,
bermodal do'a agar diampunkan dosa
صلوا علے النبي الحبيب سيدنا محمدﷺ
🕋
صلوا علے النبي الحبيب سيدنا محمدﷺ
🕋